مراهق يتعاطى المخدرات 2010/07/12
Posted by shallwediscuss in تربية - مرحلة المراهقة.trackback
لم يعد لؤي المراهق ابن الخامسة عشر نفس الطفل الذي تعرفه أمه، فمواعيد عودته إلى المنزل غدت غير منتظمة، وتخلى عن عاداته اليومية بالجلوس مع أمه ليتحدث عن يومه، وما حدث معه خلال يومه، بالأمس استشاط غضبا لأن أخاه فتح حقيبته المدرسية ليستعير قلما، وهو أمر لا يستدعي كل هذا الغضب الذي فجره، وأصبح يميل إلى الانعزال في غرفته، ولا يشارك العائلة جلساتها. ناقشت الأمر مع أبيه، وحاولت الاستفسار عن سبب تغيره وكان جوابه دائما “ما في شي ماما أنا بخير” لكن هذا لم ينطلي على الأم العارفة لسلوك طفلها المراهق. وبدأت بالمراقبة والمتابعة لتكتشف أن لؤي يتعاطى حبوباً مخدرة.
يحاول العديد من المراهقين تجربة كل ما هو غريب بما فيها المخدرات، ولكن معظمهم لا يصبحون مدمنين. وفي الواقع، فإن غالبية المراهقين يتمكنون من تجاوز هذه الفترة الحرجة من حياتهم من دون اللجوء إلى المخدرات أو الكحول.
كيف يمكنك معرفة ما إذا كان طفلك يتعاطى المخدرات؟
قد تلاحظ فجأة بعض التغيرات في سلوك المراهق، وهذه بعض السلوكيات التي تعتبر مؤشراً لتعاطي المخدرات:
* تغير في التصرفات، والمظهر والتعامل مع بقية أفراد الأسرة.
* يبدو كتوما وكأن لديه أسرار.
* اقل ميلا للتعاون والمساعدة في البيت.
* هبوط في علاماته المدرسية
* يلاحظ الوالدان فقدان المال من محفظتيهما.
* ظهور صداقات جديدة للطفل، أو لم يعد يصطحب أصدقائه إلى المنزل.
هذه الإشارات التحذيرية تستدعي الاهتمام، ومعرفة أن الطفل متورط في تعاطي المخدرات، لكن ينبغي التدقيق جيداً خاصة وان مرحلة المراهقة مرحلة تتميز بحدوث تغييرات لدى المراهق، لذا يجب عدم التسرع بالحكم.
عند اكتشاف الأهل تورط المراهق في تعاطي المخدرات يصابون بحالة من الخوف والغضب والشعور بالذنب، وهذا أمر طبيعي، إلا أن الموقف يستدعي التحلي بالهدوء وخاصة عند مناقشة الأمر مع المراهق، فيجب مناقشة الأمر بنفس الصبر والهدوء الذي تناقش به أي أمر آخر، وان تحرص على أن يكون الحوار والاستماع باتجاهين. أي أن تستمع لما يقوله المراهق وليس الاكتفاء بإلقاء المحاضرات والنصائح، فالمحاضرات لا تأتي بأي نتيجة في معظم الحالات.
وتعتبر المعرفة أفضل السبل لحل المشكلة، معرفة نوع المخدرات التي يتعاطاها المراهق، ومقدار الجرعة التي يأخذها، والى أي حد يتكرر الاستعمال.
وقد ينكر المراهق انه يتعاطى المخدرات، فلا تحول الأمر إلى مواجهة وصراع، اترك الأمر إلى وقت آخر، واجعل طفلك يشعر انك تثق به، وامدحه عندما يقوم بتصرف جيد لتحسين ثقته بنفسه وتقديره لذاته.
إن تعاطي المراهق للمخدرات يؤثر على الأسرة. لكن لا يجب أن تستسلم للشعور بالذنب والإحساس بالفشل كوالد، فهذا لن يساعد في حل المشكلة بل سيزيد من تعقيدها.
يعتبر الأهل المثل الأعلى للطفل لذلك فان اعتياد الطفل على منظر الأب أو الأم الذي يدخن أو يشرب الكحول أو يتعاطى المخدرات يرسل إشارات متناقضة كوالد ومثل أعلى للطفل.
تشجيع الأطفال على المشاركة في الأنشطة المدرسية. وتنمية هواياتهم قدر الإمكان وذلك لإشغال وقتهم بما يحبونه ويفيدهم ويحميهم عن النشاطات المشبوهة ورفاق السوء
تنمية الوازع الديني لدى الأطفال يساهم في حمايتهم من الانحراف واللجوء إلى المحرمات كالكحول والمخدرات
يجب على الوالدين قضاء وقت كاف مع الأبناء ومشاركتهم الأحاديث والاهتمامات.
إذا لم تكن لديك المعلومات الضرورية لكيفية التعامل مع حالة الإدمان فعليك اللجوء إلى المتخصصين لإنقاذ طفلك ومساعدته على تجاوز المشكلة.
التعليقات»
No comments yet — be the first.